تفسير إنه كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا
قال تعالى: والله عنده حسن المآب [آل عمران/14]، والأواب كالتواب الراجع الى الحق بعد ان زاغ عنه، وهو الراجع إلى الله تعالى بترك المعاصي وفعل الطاعات واجتناب النواهي والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: أواب حفيظ [ق/32]، وقال: إنه أواب [ص/30] ومنه قيل للتوبة: أوبة، والتأويب يقال في سير النهار (قال ابن المنظور: والتأويب في كلام العرب: سير النهار كله إلى الليل) وقيل: آبت يد الرامي إلى السهم (انظر: المجمل 1/106) وذلك فعل الرامي في الحقيقة وإن كان منسوبا إلى اليد ولا ينقض ما قدمناه من أن ذلك رجوع بإرادة واختيار، وكذا ناقة أؤوب: سريعة رجع اليدين.
( فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُورًا ) يقول: للمطيعين المحسنين. ( فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُورًا ) قال: هم المطيعون، وأهل الصلاة. ( فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُورًا ) قال: للمطيعين المصلين. وقال آخرون: بل هم الذين يصلون بين المغرب والعشاء.